قبل وداع عام واستقبال آخر
يودع العالم خلال يومين عام 2022 الذي كان حافلا بالأحداث السياسية والاقتصادية وبكثير من الآلام الإنسانية التي لا نقول إنها لا تُنسى ولكن لا يمكن أن تمر دون أن تترك أثرا في النفس الإنسانية. إلا أن التحولات السياسية والاقتصادية التي شهدها العالم خلال هذا العام لا يمكن أن تُنسى أبدا لأنها مسّت عمق تركيب النظام العالمي، وزعزعت الكثير من القيم السياسية والاقتصادية التي قام عليها العالم خلال العقود الثلاثة الأخيرة على أقل تقدير. ورغم أن هذا العام قد شهد تراجع حدة وباء فيروس كورونا كوفيد-19 على مستوى العالم، وتجاوز الناس الوباء اجتماعيا، وعادت الحياة في الكثير من دول العالم إلى طبيعتها السابقة قبل الوباء، وهذا إنجاز بشري عظيم بعد عامين من الحجر الصحي والحصار، إلا أن العالم عاد وأفاق على صدمة جديدة تمثلت في الحرب الروسية الأوكرانية التي انعكست سلبا على الاقتصاد العالمي، وساهمت في ظهور أكبر تضخم عرفه العالم خلال العقود الماضية. ورغم مرور الأوقات العصيبة والصعبة من وباء فيروس كورونا فإن العالم انتبه لأول مرة، تقريبا، أن العولمة، يمكن أن تضمحل خطوطها الاقتصادية والثقافية وأنها ليست الحل الأمثل د